الأحلام الموجوعة
أخي.. شكت المحابر
ضاقت أوتار الكلمات
وهي تمطرني على السطور
تبعثرني على حواف ذكرى الانشطار
حين غفونا على شفة الانكسار
نرتشف رحيق حروف
كنا نغزلها على وشاح أمي
لخاتم وأسورة
لم تمهلهما الأقدار
حاصرتهما طقوس الخديعة
بللت الحروف بألوان الجلنار
كحلتهما بهضاب الغار
ضاقت من الحشود السماء
وانحنت أمام ازدحام الأسماء
فلم تمزقت مناديلنا يا أخي؟!
لم تلونت أكاليلنا وزغاريدنا؟!
لم الشمس احتجبت عن شبابيكنا؟!
والقمر لم يعد يبصر أحلامنا
لتصبح صريعة؟!
أخي..أثقلت الأرقام مرور السنوات
ولم يزل ناقوس الألم
ينخر جوارير ذاكرتي
لإكليل.. كنا نعلقه
على أولى حروف الكتاب
لأمي وهي تبلل الحناء
من ندى جبينها المثقل
بالأحلام الموجوعة
للفراشات المصلوبة
وهي تحاول الرقص
فوق حقل العناب..
أما زلت تذكر يا أخي؟!
وهل سنعود لنقرأ التحية
على تجاعيد الحاكورة؟!
هل ستعود تضيق بنا الحصيرة؟!
ونتزاحم على حضن أمي؟!
هل ستعود بسمة الديار
وتأفل عنا قسوة الأقدار
لنرسم خطوط أيام جديدة؟!
آ هٍ أ.. خ.. ي..
رغم زحف المساء المترنح.. بآيات الحزن
ورغم تثاؤب الأيام والليالي
وتمرد جفوني لصهوة الفراغ
ورغم صفير الرياح
سأبقى أنتظر ندوة الصباح
لتروي سنابل.. ورمان حقلنا
وتوقف نواح الهديل
ونكمل نشيدنا
قبل أن تلف عتبتنا المبحوحة
فتضيع ما كتبنا.. وما همسنا
للرمل والدالية
أ.. خ.. ي..
أوحشتني ليالي الفراق
أعوام تطوي أعوام
وقلبي ينصهر اشتياقا
فكم تبقى من العمر
لأقطف قبلة تشتهيك
منذ عشرين عاما..
20/02/2005
الأحد، 13 سبتمبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق